ليس
سهلا أن يبحث ملايين الأشخاص عن اسم الدكتور "محمد الفايد" في عالم الإنترنيت
لقراءة مقالاته أو مشاهدة قناته على "اليوتوب"، والتي يقدم فيها فوائد
حول التغذية السليمة أو ما يسمى في زمننا هذا ب"التغذية العلاجية"؛
فالناس لا يبحثون عن "الفايد" لمشاهدته وهو يقوم ب"رُوتِينِه
اليومي" أو شيء مما يقدمه غالبية "اليُوتُوبْرْزْ" العرب -إلا من
رحم ربي- مما يسمى اليوم "تفاهة المحتوى العربي"؛ بل على العكس تماما؛
فهم يتابعون دروسه حول التغذية، وهم متأكدون من غِنَى المحتوى الذي يقدمه، وواثقون
من معلوماته؛ فالرجل لم يأتي من محيط غريب عن المواضيع التي يقدمها بكل حرقة وأسف
على تغير النمط الغذائي للناس في عهدنا هذا، ولكي تُحَارِبَ هذا الرجل بشراسة لِتُسْكِتَهُ؛
فلابد أن تكون لديك رؤية وخلفية تحكم حربا تخوضها ضد شخص يقدم محتوى هادفا، وأنت تَغُضُّ
البصر عن ملايين التافهين؛ فماهي دوافع المحاربين الذين يخوضون حربا ضد "الفايد"،
وضد الإنسانية جمعاء، وذلك حماية لأهداف خَفِيَّة، ينبغي أن تَنْكَشِفَ ويُزَالَ
عنها السِّتَار حتى تتضح الرؤية، وتعود للقُرُنْفُلِ والقَرْفْةِ رائحتهما
المعتادة.
قبل أن
نخوض في توضيح الأسباب الخفية وغير المُعْلَنَةِ للانتقادات والحرب الضروس التي
يتم شنها ضد الدكتور "الفايد"، لابد أن نوضح أن الرجل له تاريخ علمي
حافل، وليس متطفلا على ميدان التغذية والأعشاب والنباتات، ولا يتسع المقام لسرد
تكويناته وذكر الشهادات التي تحصل عليها، ولكن لكي تقول للدكتور "الفايد"
أنك تهرطق ولا تقول شيئا مفيدا؛ عليك قبل أن تقولها أن تُقْنِع آلاف الطلبة الذين
دَرَّسَهُم أنه كان يُدَرِّسُ لهم "دَجَلًا"
بدل العلم، مادمتم تصفونه ب"الدَّجَّال"، ولكن أن "تُولِجُوا الجَمَلَ
فِي سَمِّ الخِيَاطِ" أهون من أن تقنعوا هؤلاء الطلبة بكون أستاذهم "دَجَّالْ"
أو "مُهَرْطِقْ".
وفي ظل توفر هذه الأمور الثلاثة، آنذاك سيعتبر النقد
بناء، ومقبولا، وصالحا للنقاش لتطوير العلم.
هذا المقال كُتب كشهادة تاريخية على أن أصحاب المصالح الاقتصادية يحاربون كل مفيد للإنسانية وموجود في متناولها، ويمكن أن تستفيد منه في مجال حماية الصحة وإطالة الأعمار، وعلى رأسهم اللوبيات المستثمرة في قطاع الأدوية الكيميائية، أما قضية الدفاع عن الدكتور "محمد الفايد"؛ فنقول فيها أن تكوينه الأكاديمي وخلفيته العلمية تُمَكِّنُهُ من أن يدافع عن نفسه، وعن توجهاته الفكرية.
صراع الدكتور "الفايد" مع قُطْبَيْن
- القُطْبُ الأول: المعارضون
للتوجه الإسلامي للفايد
وهوؤلاء
يَتَخَفَّوْنَ من وراء ستار "القرفة" و"القرنفل" لانتقاد التوجه
الإسلامي؛ فلم تكن لهم الشجاعة لمواجهة الفكر الإسلامي مباشرة، وهم بهذا في ضلال
كبير؛ لأنهم فاقدون لأي معرفة في مجال الأغذية للنباتات، وهو مايجعلهم ينتقدون
التوجه الديني للرجل؛ لذلك فانتقاداتهم تافهة، وتستهدف حائطا عاليا ليس "الفايد"
مكلفا بالدفاع عنه وحده؛ بل الفكر الإسلامي له أعلامه وعمالقته في الشرق والغرب، من
أراد مواجهتهم عليه أن يخرج للعلن دون الاختباء وراء "القرفة" و"القرنفل".
- القُطْبُ الثاني:
لُوبِيَات تجارة الأدوية
لنتأمل
المعادلة التالية: لو أن الناس كلهم يتبعون نظاما غذائيا سليما وطبيعيا يقوي
مناعتهم، ويتبعون نصائح وتوصيات خبراء التغذية العلاجية؛ فَسَتَقِلُّ أمراضهم أو
سوف تصير إلى طريق الانعدام، وسيغدو العالم في صحة جيدة، والحالة هذه؛ من سيتضرر
من كون الناس أَصِحَّاء ومناعتهم قوية؟ الجواب واضح: إنهم المستثمرون في مآسي الناس
وأمراضهم، إنهم تجار ومحتكرو الصناعة
الدوائية، ومنتجو الأغذية السريعة التي تسببت في العديد من الأمراض لملايين سكان
العالم، وهي الأغذية التي تسمى في العالم اليوم ب"فَاسْتْ فُوُدْ"، وكانت سببا
في ارتفاع نسبة السمنة في العالم وارتفاع ضحايا الأورام السرطانية، ومرضى السكري،
والضغط... نحن نتوقع أن هؤلاء لن يبقوا مكتوفي الأيدي وسَيُسَخِّرُون كل ما لديهم
من قوة وعتاد لمحاربة دعاة التغذية العلاجية والصحة الطبيعية لسكان العالم. لهذا
لا يريدونك أن تعرف مكانة "القرفة" و"القرنفل" في مطبخك، ولا
يرغبون أن تعرف طرق استعماله، لتبقى رهين الأدوية الكيميائية، وتبقى رهين الخوف من
المرض.
خِتَامًا
خِتَامًا
إن ما
يقوله الدكتور "الفايد"، وغيره من خبراء التغذية العلاجية، لا يحتاج إلى
كثير من التفكير؛ خصوصا في زمن "وباء كورونا". أَلَمْ يصرح أطباء العالم
كلهم أن فيروس "كوفيد"19 لا علاج له إلا قوة المناعة؟ الجواب: بلى؛ لكن
أين ذهبت مناعة الناس حتى فتك بهم هذا الوباء؟ الجواب بسيط، جزء من مناعة سكان
العالم ذهبت مع الأغذية السريعة والمعلبة، وجزء آخر ذهب مع الأدوية الكيميائية. إن
ما يصرح به الدكتور "الفايد" منذ 30 سنة خلت، هو ما يقوله الأطباء اليوم
بعدما قاب "فيروس كورونا" قوسين أو أدنى أن يهزمهم ويستسلموا.
من
يريد أن ينتقد الدكتور "الفايد"
يجب أن تتوفر لديه 3 أمور وهي كالتالي:
- أن يكون مؤهلا متخصصا في نفس تخصص "الفايد"؛
- يجب أن ينتقده من الناحية العلمية والأكاديمية؛
- كل فيدو أو كلام قاله الدكتور "الفايد" يجب أن يوضع في سياقه ومقامه لأن لكل مقام مقال؛
هذا المقال كُتب كشهادة تاريخية على أن أصحاب المصالح الاقتصادية يحاربون كل مفيد للإنسانية وموجود في متناولها، ويمكن أن تستفيد منه في مجال حماية الصحة وإطالة الأعمار، وعلى رأسهم اللوبيات المستثمرة في قطاع الأدوية الكيميائية، أما قضية الدفاع عن الدكتور "محمد الفايد"؛ فنقول فيها أن تكوينه الأكاديمي وخلفيته العلمية تُمَكِّنُهُ من أن يدافع عن نفسه، وعن توجهاته الفكرية.
وفي
الأخير نترك لكم رائحة "القرفة" و"القرنفل" الزكية.