المِسْكُ الأَسْوَدُ : سُرَّةُ ذُكُورِ الغِزْلَان



   مِسْكُ الغَزَال؛ ذلك المعجون الأسود النَّادر، والذي يُسمَّى بالمسك الأسود، ودم الغزال، ومسك الطهارة، وكلها أسماء متعددة لشيء واحد، وهو المادة المُستخرَجة من غزلان المسك، وبالضبط الذكور البالغة منها.

غزال المسك

من هو غزال المسك؟


   غزال المسك، صنف فريد من الغزلان، و يختلف عنها في الكثير من الأشياء؛ فهو لا يتوفر على قرون، كما أنه يعيش مُنعزلا في الجبال بكثرة، وله أنياب طويلة، وبارزة؛ فهي خارجة من فمه، ويميل لونه إلى البني القاتم، وتُوجَد عليه بُقَع بيضاء بوضوح، ويعيش في جبال الألب جنوب آسيا وبجبال الهيمالايا، وجبال التبت، وسيبيريا، وشمال غرب الصين، وقد سَجَّل التاريخ أنه كان موجودا في أوروبا، ولكنه انقرض مع مرور الزمن، ويُعَدُّ المسك الذي يجلب من التبت أجود أنواع المسك؛ إذ تنبث في تلك الجبال نبتة "الأُشْنَة"، والتي تُعَدُّ المرعى المُفضَّل لغزال المسك.

طريقة الحصول على غُدَّةِ مسك الغزال


   تُستخرَج غُدَّةُ المسك من ذكور الغزلان بثلاث طرق مختلفة، وهي كالتالي:

1- الصَّيْد: يتم اصطياد ذكور الغزلان عن طريق قتلهم، وبالتالي يتم استئصال الغدة أو السُّرَّة المُتَدَليَّة من تحت بطنه، والمليئة بعجينة المسك، وهذه الطريقة ممنوعة دوليا لأنها تتسبب في انقراض هذا الصنف النادر من الغزلان.

2- التخدير: يتم تخدير الغزالان من طرف شركات متخصصة في هذا المجال، وذلك في كل من الصين وألمانيا وغيرها من الدول التي يتواجد بها غزال المسك، ويحدث هذا الأمر بترخيص من الدولة لممارسة هذا النشاط؛ إذ بعد التخدير واستئصال غدة المسك، يُترَك الغزال ليعيش لفترة أطول، وهذه الطريقة تحافظ عليه من الانقراض.

3- البَحْثُ المُتْعِب: وهي طريقة صعبة وشاقة، ويَتَّبِعُهَا بعض البدويين والقرويين الذين يعيشون بالقرب من الجبال التي تعيش بها غزلان المسك؛ حيث يبحثون عن سُرَرِ وغُدَدِ المسك التي تتخلص منها الغزلان بالاحتكاك مع جذوع الأشجار؛ خصوصا في موسم التزاوج لدى الغزلان؛ لأن ذكورهم يجذبون الإناث بتلك الرائحة القوية.

فوائد واستعمالات مسك الغزال


  • استعمله القدماء في الطِّب، ومازال يُستعَمل لدى بعض الشعوب التي تُتْقِن الطب الشعبي؛ بالخصوص في جنوب آسيا؛
  • يُستخدَم مسك الغزال من طرف العَطَّارِين المتخصصين لحفظ المستحضرات والمستخلصات العطرية الفاخرة؛ لتبقى لسنين طويلة محافظة على رائحتها القوية وصفاتها الشَّمِّيَّة؛
  •  يُدخل في صناعة أرواح العطور الأصلية المختلفة والعالمية ذات الجودة الكبيرة؛ كمكون أساسي في صناعتها، وذلك نظرا لقوة روحه العطرية؛
  •  يُستعمَل في صناعة بعض أنواع الصَّابون، ومواد النظافة الفاخرة والغالية. 

 غُدَّةُ غَزَالِ المِسْكِ، يُمْكِنُ أَنْ يَرْتَفِعَ سِعْرُهَا فِي السُّوقِ السَّوْدَاءِ إِلَى أَكْثَر مِنْ 50.000 دُولَارا لِلْكِيلُوغْرَامِ الوَاحِدِ.

غدة المسك الحقيقة والمغشوشة


   مع توسع الاقتصاد العالمي، وكثرة الطلب على هذه المادة النادرة، ظهرت غدد مِسْكِيَّة مزورة ومغشوشة تُبَاع على أساس أنها أصلية، لكن المتخصصين في هذا المجال، يعرفون بسهولة الغدة الحقيقة من المُزيَّفَة، وفيما يلي الفرق بينهما:

1- غدة المسك الأصلية والحقيقية

  • تكون رطبة؛
  • لا تكون كثيرة الشعر؛
  • المادة المِسْكِيَّة الموجودة داخلها عبارة عن معجون؛
  • رائحتها حيوانية غير مقبولة وغير زكية.


2- غدة المسك المغشوشة

  • تُصْنَع من جلد الماعز؛
  • كثيرة الشعر؛
  • تجد بها مكانا مَكْوِيًّا بالنار؛
  • تملأ بمادة مِسْكِيَّة اصطناعية عبارة عن بودرة؛
  • رائحتها طيبة وزكية لأنها مُصَنَّعَة.


مسك الطهارة الاصطناعي الخطير


   تشتري الكثير من النساء في العالم العربي العديد من أنواع تسمى "مسك الطهارة"، وهي لا علاقة لها بالمسك الحقيقي، بل إنها أمساك اصطناعية قد تضر بالجهاز التناسلي للمرآة، لأنها ليست طبيعية؛ فإن كان تاريخ العرب والإسلام يذكر أن النساء يستعملن المسك للطهارة، وذلك لِأنَّ النَّاس في الأزمنة الماضية كانوا في حالة بَدْوٍ، ويستعملون المواد الطبيعية، ولا مجال لدخول ماهو صناعي وكيماوي إلى منتجاتهم؛ فهم كانوا يستعملون المسك النباتي المُستخرَج من النباتات، أو الحيواني المُستخرَج من بعض الحيوانات؛ لذلك كان لزاما على النساء اليوم أن يُعِدْنَ التَّفكير في أنواع المسك التي يَسْتَعْمِلْنَهَا، وذلك من أجل الحفاظ على صِحَّتِهِن.



تعليقات