خَمْسُ مَعْلُومَاتٍ يَجِبُ أَنْ تَعْرِفَهَا حَوْلَ الجِنِّ



   الجِنُّ مخلوقات نارية، يختلف عالمها عن عالم الإنس، وخَلَقَتِ الكثير من الجدال والسِّجال بين الناس والمُحَلِّلِين في مجال الدِّين والروحانيات؛ فبين مُنْكِرٍ لوجودها وبين مُقِرٍّ بها، تضيع الحقيقة؛ خصوصا في مجتمعات تؤمن بالملموس والمادة، لكن الظواهر الغريبة التي تحدث أحيانا لِبَنِي البشر، وبعض الحالات المَرَضِيَّة التي لا يوجد لها تفسير، دفعت العالم إلى إعادة النظر في أمر وجودها؛ فأَقَرَّ الكثير من المُنكرِين، بحقيقة وجود الجن،  وتأثيره في عالمنا .

خَمْسُ مَعْلُومَاتٍ يَجِبُ أَنْ تَعْرِفَهَا حَوْلَ الجِنِّ
معلومات عن الجن


أما أصحاب الدِّيَانَات السَّمَاويَّة؛ فلا يُنكرون، ولا يستطيعون نُكران وجود الجن؛ فقد ذكرته الكتب السماوية بكثرة، وقد ذُكِر في القرآن ذِكْرا قويا، وخُصِّصَت له سورة كاملة، ولا أحد يؤمن بالإسلام والقرآن، يستطيع أن يُنْكِر وجوده؛ فقد يكون الإيمان به مرتبطا ارتباطا وثيقا بباب من أبواب الإيمان، وهو الإيمان بالكتب والرسل والملائكة.

   وسواء كُنْت مِمَّن يؤمنون بالجن أم  من يُنكرون وجوده، نُقدِّم إليك خمس معلومات، قد تُغْنِي رصيدك في مجال الروحانيات اليوم، أم غَدًا بعدما تتأكد من وجود مخلوقات غير الإنس على هذه الأرض.

ماهي المَادَّة التي خُلِقَ منها الجن؟


   كثير من الناس، عندما يناقشون مسألة خَلْقِ الجن، يقولون أنه خُلِقَ من النَّار، وفي الحقيقة هذا الأمر فيه جزء من الإجابة فقط؛ فالجن خُلِق من عنصر من العناصر المُكَوِّنة للنار فقط، وهو ليس عنصرا حارقا، ويُسَمَّى "المَارِج"، وهو عبارة عن عنصر يُشْبِه الأشعة، ولا يظهر للعين الإنسانية.

وُجود الجن قَبْل الإنس


   هناك حقيقة لا غبار عليها، وهي أن الجن وُجِد وخُلِقَ قبل الإنس، ولم يكن يعيش على الأرض؛ بل كان يعيش في الجنة، ولكن العصيان لأوامر الله تسببت في هبوطه إلى كوكب الأرض بمعية الإنس، وحكم على الإثنيْن أن يكون البعض منهم عدوا للبعض، ويذكرهم الله أولا في ترتيب الذكر في القرآن الكريم لسبق خلقهم وليس لتفضيلهم "وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون"؛ فلفظ الجن أسبق من لفظ الإنس في الآية، وذلك دلالة على سبق الخلق.

الجن درجات وأصناف وألوان


   الجن ليسوا صنفا واحد، بل هم قبائل وأنواع عديدة، ويختلفون حسب الشكل التالي:

  • النوع: منهم الإناث والذكور، والصغار والكبار؛
  • الدرجات: منهم الحكام والملوك، والخدام والعبيد؛
  • الأوصاف: هم في غالبية الأحوال قبيحو المنظر؛ فمنهم ضِخَامُ الجسم، ومنهم من لهم قُرُون، وأشكالهم مُفْزِعَة، ولكنهم يستطيعون التشكل في هيئات كثيرة؛ خصوصا في صفة حيوان كالقط، والكلب، والأفعى، وقد يتخذون هيئة إنسان؛
  • الوظائف والمهام: منهم الطَّيَّارُون، والغَوَّاصُون، والحَفَّارُون، ومُسْتَرِقُو السَّمْعِ من السَّماء، والمُوَسْوِسُون والخَنَّاسُون، والغَمَّاضُون، والفَتَّانُون... ووظائفهم كثيرة يصعب حصرها؛ 
  • الديانة: تختلف دياناتهم؛ فمنهم من يعتنقون الديانات السماوية، ومنهم مُعْتَنِقُو الديانات الأرضية.

أسباب دخول الجن إلى جسد الإنسان


   تَحْدُثُ ظاهرة دخول الجن إلى جسد الإنسي، والسكن داخله، ولذلك عدة أسباب، ومن أهمها إصابة الإنسان بالعين؛ فيدخل الجني خادم العين إلى بدنه، أو إصابته بالحسد؛ فيدخله خادم الحسد، وإذا عُمِل له السِّحر سكنه خادم السحر، وقد يدخل بسبب الحب والعشق؛ فيُسَمَّى جِنِّيًّا عاشقا، وقد يسكن جسد الإنسان بسبب الاعتداء عليه، وذلك في حالة صَبَّ الماء الساخن عليه، أو ضربه، أو الجلوس أو النوم عليه؛ بما أننا لا نراهم؛ فهذا يحدث كثيرا، وخاصة ضربهم.

 الجن خَلَقَ ولازال يَخْلُق نقاشا كثيرا حول وُجُودِه؛ فالشَّيء الذي لا يراه الإنسان من الصَّعب أن يُصَدِّق وُجُودَه.

هل يتزوج الجن من الإنس؟


   هذا الأمر وارد، وقد حدث كثيرا في عالمنا، رغم أن العقل الإنساني يصعب عليه أن يصدق هذه المسألة، إلا أنه تبث عبر تاريخ الإنسانية أَنْ حَدَثَ التزاوج بين الجن والإنس، وولدوا أولادا، ومادام الجن يحب ويعشق الإنسان، ويسكن في ذاته؛ فإن هذا العشق يتحول في بعض الأحيان إلى زواج، وذلك بموافقة الإنسي؛ فإذا لم يوافق الإنسان لا يمكن أن تربطه علاقة زواج بالجن؛ فتلك المُوافقة الإِنْسِيَّة هي مَرْبِط الفَرَسِ في هذه العلاقة.


تعليقات