الكَبَّار وفوائده



   يُسَمَّى باللغة العربية الفصحى "القُبَّار" ويُعْرَفُ بالعامية باسم "الكَبَّار"، وهو جنس نباتات مُعَمِّرة، وهي من فصيلة الكبريات. معظمها من نباتات المناطق الحَارَّة, منها الأشجار والشجيرات، ومنها الشائكة والمسرحة الملساء، وأوراقها طويلة العُنُقِ بيضاء اللون. أزهارها فردية التجميع, جميلة الشكل, كبيرة القد, أشهر أنواعه, الكبار الشائك. شجيرة ارتفاعها من متر إلى متر ونصف, أغصانها طويلة منبطحة أو شبه قائمة ملساء، ولونها بين البنفسجي والرمادي، أوراقها شبه مستديرة طويلة بيضاء جميلة، ولها أَسْدِيَّةٌ تخرج من وسطها منفوشة كالشعيرات العديدة, والثمرة عنبية قطرها 2.5 – 4 سنتمترا إِجَّاصِيَّة الشكل.

الكَبَّار وفوائده
الكبار


   يتكاثر الكَبَّار بواسطة البذور بالطرق الزراعية المعهودة, وهو سهل الاسْتْنْبَات, ويفضل الاعتلاء على الجدران أو الصخور، وينتعش في الواجهات المُشَمَّسَة الدافئة، ويكثر في المناطق الحارة.

   وأزهار الكَبَّار تفتح أزهارها بين شهري "ماي" و"غشت" حسب بيئتها "المِيكُرُومُنَاخِيَّة" التي غُرِسَت فيها، وتبدأ في الكشف عن هويتها بالتبرج والتلون، ولكنها مع ذلك تظل منطوية على أسرارها التي لازال العلماء يجتهدون في التنقيب عنها إلى حدود اليوم. 

موطنه وأصله


   يوجد بكثرة في حوض البحر الأبيض المتوسط، وبعض دول إفريقيا وبعض مناطق آسيا، ويُعتبَر المغرب اليوم أكبر منتج للكَبَّار في العالم، وهو مُتَوَفِّر طيلة السنة عند العطارين, وبائعي التوابل، ولكن هذا الموجود في السوق إنما هو ثمار الكبار التي لم تتفتح، والتي يبست على نفسها بسبب التجفيف للحفظ والتسويق، أما باقي أجزاء شجرة الكبار كالأوراق والأزهار والقشور؛ فنادرة ولا توجد إلا في بيئتها وموطنها.

عناصره ومكوناته


    وجد فيه الباحثون خمائر ومواد لها رائحة الثوم ووجدوا في البذور زيت ثابت أصفر فاتح.
   ورغم تحليله هذا؛ يبقى الكَبَّار قيد البحث والتنقيب في جذوره خاصة، وقشرته بالذات عن مواد معقدة يعتقد أنها ذات  فعالية ومضادة للسرطان.
   بل هناك أمل قوي واعتقاد راسخ في أن أربعين نباتا ربما تحمل في طياتها علاجا لهذا الوباء العالمي، من بينها قشور الكَبَّار.

فوائد الكبار واستعمالاته :


  • يعالج بخلاصة الكبار مرض "الأكنة الوردية"، وهو احمرار يشبه الطفح أو التَّوَرُّم يُصيب وُجُوه المُدمِنِين على الخمر؛ تدخل في وصفات فروة الرأس؛
  • تُستعمل قشرة الكبار كمُلَيِّنَة، ومُدِّرة للبول، ومُدِرَّة للطمت ومنشطة, ولها استعمال ضد الروماتيزم، والشلل، وآلام الأسنان، وهي تنشط الكبد، والطحال، وتفيد في التخفيف عن المشلولين، وفائدة القشرة ناجعة ضد الروماتيزم، وداء المفاصل، والشلل؛
  • يُستعمل مسحوق أوراق الكَبَّار على شكل كمادات ضد داء المفاصل، أما البراعم فتُعَالَجُ بها الاضطرابات في الجهاز البولي، وهي في نفس الوقت مدرة للبول؛
  • بذور الكبار تحتوي زيتا ثابتا أصفر، وهي نادرة الاستعمال في الطب النباتي، ولكنها تُستعمل شعبيا ضد الروماتيزم والإنعاش العام، وإدرار الطمث.


   مازال العلماء والباحثون في المختبرات النباتية لم يكتشفوا الكثير عن أسرار الكَبَّار، لذلك يجب عدم الإكثار منه؛ حتى لا تكون لاستعماله بإفراط أضرار جانبية سلبية.

يَعُودُ استعمال "الكَبَّار" في المُدَاوَاة الشَّعْبِيَّة, إلى عُصُور "الآشُورِيِّين" و"الفَرَاعِنَة", ويُعْتَقَدُ أَنَّهُ النَّبَات المُسَمَّى في التوراة "الأَفْيُونَا".

   عند استعمال قشرة "الكَباَّر" يجب الانتباه لأي عارض أو حساسية، والتوقف عن استعمالها؛ لإن القشرة خاصة لازالت تحت البحث، رغم أن دكاترة العلاج بالنباتات يصفونها لهذه الغايات، ولكن تحت إشرافهم.

كما أنه من الضَّروري أن نُنَبِّهَكُم إلى أن ظهور أي حساسية أو أعراض سلبية ومزعجة عند استعماله، تفرض التَّوقُّفَ عن استخدامه.

تعليقات