لماذا يجب أن نَتَعَلَّم طِبَّ الأعشاب؟



   لقد عاش أجدادنا وأسلافنا، وهم يُصابون بالأمراض، ويُعالِجون كل ما أصابهم بالأعشاب التي تَزخر بها طبيعتهم وغاباتهم، والتي عَرفُوا فوائدها، وأضرارها، وطَوُّرُوهَا عن طريق التجربة، واكتسبوا خبرة كبيرة؛ مما نتج عنه ما سُمَّيَ ب"طب الأعشاب".

   أصبح طِبُّ الأعشاب يفرض نفسه بقوة في العقود الأخيرة، وظهرت حملات وموجات العودة إلى الطبيعة أو الطِّبِّ البديل، لكن تُطرح الكثير من التساؤلات حول هذا الموضوع؛ من قبيل: لماذا سنعود إلى طِبٍّ قَدِيمٍ يعتقد البعض أن الدهر أكل عليه وشرب؟ كما يلوح سؤال عريض أيضا في الأفق؛ وهو كيف سنعود إلى طِبِّ الأعشاب والنَّباتات؟

طب الأعشاب
طب الأعشاب

   إن كنت تبحث عن جواب لمثل هذه التساؤلات؛ فهذا الموضوع سيجيبك بتفصيل عنها، وستفهم لماذا يجب على كل شخص أن تكون لديه دراية ولو قليلة بالأعشاب، وطرق استعمالها، وبعض فوائدها، وأضرارها؟ وسَتَتَعَرَّفُ على حقيقة لا مفر منها؛ وهي أنه مادام المرض موجودا؛ فسيبقى طِبُّ الأعشاب موجودا، مهما تقدم الطِّبُّ الحديث.

ماهو طب الأعشاب؟


   يُطلق طب الأعشاب على الطب الذي يعتمد على النباتات، وكل منتجات الطبيعة، وهو الذي يعمل على معرفة المواد والعناصر المكونة لكل عشبة، ومعرفة فوائدها وأضرارها. كما يَتَعَرَّفُ على الأعشاب التي تتفاعل مع أخرى، ومدى فوائد المركبات العشبية، وكذا أضرارها، كما يعمل طب الأعشاب على استخلاص زيوت الأعشاب، وصنع الأدهان والكريمات العشبية، وصنع وصفات من الأعشاب والنَّباتات.

لماذا يجب أن نتعلم طب الأعشاب؟


   إن ضرورة تَعَلُّم طب الأعشاب، تأتي من الإجابة عن السؤال التالي: ماذا لو أُصِبْتَ بمرض طارئ، وأنت بعيد عن المستشفى والصَّيدليَّة، وأنت مُتواجِد في مكان ملئي بالأعشاب والنباتات، وضمنها عشبة ستنفعك في مرضك أو ستساعدك  على التخلص من بعض أعراضه، ولكن لا تعرفها بسبب نقص أو انعدام  درايتك ومعرفتك بالأعشاب، فكيف سيكون موقفك في تلك اللَّحظة؟

   من الطبيعي أن تتمنى في تلك اللحظة لو أنك تعرف شيئا عن الأعشاب، واستعمالاتها، وفوائدها، وأضرارها، وستتمنى أن تعرف أية عشبة سَتُعَالِج أو تخفف من أعراض وألم مرضك، من هذا المُنْطَلِق، تأتي ضَرُورَة تَعَلِّم الطب الذي سيظل ملازما للبشرية مادامت فوق الأرض؛ ألَا وَهُوَ طب الأعشاب.

 مَادَامَت الأمْرَاضُ مَوْجُودَة فِي حَيَاةِ الإنْسَان؛ سَيَظَلُّ طِبُّ الأَعْشَاب مُوجُودا مَهْمَا بَلَغَ الطِّبُّ الحَدِيث مِنْ تَقَدُّمٍ.

   العودة إلى الطبيعة


 بدأ العالَم كُلُّه اليوم يراجع أوراقه بخصوص الأدوية الكيميائية التي أصبح هدفها الاقتصادي والربح منها أكبر من هدفها الطبي والعلاجي. كما وجد الناس أن الدواء الذي يستعمل لشفاء مرض معين قد يضر أجزاء أخرى من جسم الإنسان؛ فدواء التهاب المفاصل يضر المعدة بشدة، وأدوية أمراض الكلى تضر الكبد، إلى غيرها من الأضرار.

   إضافة إلى أن استعمال الإنسان للأعشاب، والمنتجات الطبيعية، والعودة إلى الطبيعة، سيجعله قادرا على أن يُعَمِّرَ أكثر، ويتمتع بصحة جيدة طوال عمره، ويتمتع بصحة جسدية، ونفسية تمنحه السعادة وراحة البال طوال عمره، وكلما أقبل على المنتجات الصِّناعيَّة والأدوية الكيميائيَّة؛ كلما نقص عمره، وهَدَّدَ نفسه بالموت والزَّوَال.

   لهذه الحقائق النفيسة، والآراء الهامة، كَتَبْنَا لكم هذا الموضوع، وكُلُّنَا أمل أن يُغير نظرتكم إلى طِبِّ الأعشاب، وإلى نوعية الغذاء الذي سيساعدكم على اكتساب الصِّحة وطول العمر.



تعليقات